مصطلح (توحيد الحاكمية) هو البوابة التي من خلالها توصَّلت الجماعات الإرهابية لتكفير المجتمعات وتفجيرها
.… عرض أقوال دعاة (توحيد الحاكمية):
تتمة في عرض أقوال (سيد قطب) عن الحاكمية:
قال سيد قطب في «ظلال القرآن» (2/1057 سورة الأنعام): «لقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين إلى البشرية بلا إله إلا الله:
1 - فقد ارتدَّت البشرية إلى عبادة العباد، وإلى جور الأديان.
2 - ونَكَصَت عن لا إله إلا الله.
3 - وإنْ ظَلَّ فريق منها يُردِّد على المآذن: «لا إله إلا الله» دون أن يُدرك مدلولَها، ودون أن يعني هذا المدلول وهو يُردِّدها.
4 - ودون أن يرفض شرعية «الحاكمية» التي يدَّعيها العباد لأنفسهم- وهي مرادف الألوهية- سواء ادَّعوها كأفراد، أو كتشكيلات تشريعية، أو كشعوب. فالأفراد، كالتشكيلات، كالشعوب، ليست آلهة، فليس لها إذن حق الحاكمية.
5 - إلا أن البشرية عادت إلى الجاهلية، وارتدَّت عن لا إله إلا الله. فأَعطَتْ لهؤلاء العباد خصائص الألوهية. ولم تَعُد توحِّد الله، وتُخلِصُ لهُ الولاء.
6 - البشرية بجملتها، بما فيها أولئك الذين يُردِّدون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات: «لا إله إلا الله» بلا مدلول ولا واقع.
7 - وهؤلاء أثقل إثماً وأشد عذاباً يوم القيامة، لأنهم ارتدُّوا إلى عبادة العباد- من بعد ما تبين لهم الهدى- ومِن بعد أن كانوا في دين الله!
فما أحوجَ العُصبةَ المسلمةَ اليومَ أن تقف طويلاً أمام هذه الآيات البينات».
هذا كلام (سيد قطب) بحروفه.
وقد اشتمل كلامه على طوام وبلايا، فلقد زعم هذا القطب التكفيري في كلامه ما يلي:
1 - أن البشرية ارتدَّت عن دين الله!!!
2 – وأن هذه الردَّة لم تترك أحدا إلا وأصابته، حتى هؤلاء الذين يرفعون شعيرة الأذان، فهؤلاء مرتدُّون عند (سيد قطب)!!!
3 – والأدهى والأمرُّ في كلام (سيد قطب) دعواه: أن هؤلاء المؤذنين أشدُّ الناس عذابًا يوم القيامة!!!
ولا أدري لماذا هذا حالهم؟؟ وما ذنب هؤلاء المؤذنين حتى يكونون أشدَّ الناس عذابا يوم القيامة في نظر (سيد قطب)؟؟؟
لكن كما يقال: إذا عُرِفَ السببُ بَطَلَ العَجَبُ.
إن الذي دفع (سيد قطب) لتكفير البشرية والمجتمعات الإسلامية هكذا بلا وازع من ضمير ولا خوف من الله فيما يفتريه من الكذب
أقول: إن الدافع لذلك عند (سيد قطب) هو أن الناس أضاعوا حقيقة (لا إله إلا الله) فلم يَعُد ينفعهم ترديد هذه الكلمة ما دموا أنهم لم يفهموا معاناه!!!
وحقيقة (لا إله إلا الله) عند (سيد قطب) هي الحاااااكمية التي يدَّعيها!!!
فهل كنت تظن –أيها القارئ الكريم- أن فكر (سيد قطب) وصل إلى هذه الحال المردية من تكفيره للمجتمعات الإسلامية، بما فيهم المؤذنون؟؟!!!
وهل عَرَفتَ لماذا حَكَمَ أهل العلم على دعاة (توحيد الحاكمية) بأنهم مبتَدِعَةٌ؟
فلا تظن –أيها القارئ الكريم- أن القضية مجردَ مصطلح يقال، وإياك أن يخدعوك، ويقولوا لك: (هذا مصطلح مثل باقي المصطلحات، ولا مشاحة في الاصطلاح)!!
بل نقول: كلَّا وألفُ كلَّا، فليست القضية مجردَ اصطلاح، وإنما القضية أن هذا المصطلح (توحيد الحاكمية) هو البوابة التي من خلالها توصَّلت (جماعة الإخوان المسلمين)، (وتنظيم القاعدة: داعش والنصرة) إلى تربية شباب المسلمين على تكفير المجتمعات واستباحة دمائهم وأعراضهم.
وختاما أقول: لقد أدَّيت الأمانة ونصحتُ لكم، وبيَّنت لكم خطورة المنهج الذي انتهجه (سيد قطب) في تفسيره السياسي لكلمة التوحيد (لا إله إلا الله)
وكتب/ أبو حذيفة إمام بن علي الأثري.